الجمعة، 31 أغسطس 2018

استراتيجيات حوار الحرب بقلم محمد دريدي

من كتابي 
استراتيجيات 
حوار 
الحرب 
إلتقى الحضري صاحبه الأعرابي و كان مضطربا فبادره 
الحضري :
مرحبا أخا العرب 
الأعرابي :
مرحبا أخا الحضر 
الحضري :
مالي أراك على غير رزان و قد كان لك خلق؟ 
الأعرابي :
الخوف اضطراب أخا الحضر
الحضري :
يرحمك الله ما كان الخوف يعرف إلى الأعراب سبيل 
الأعرابي :
تملك صاحبتي و صغيراتي و العنزات فتملكني 
الحضري :
و مما خوفكم أخا العرب؟ 
الأعرابي :
لا تخاف البادية إلا الحرب 
الحضري :
و ما شأن صاحبتك و أخبار الحرب 
أ ليس همها الضرع و الزرع؟ 
الأعرابي :
أفسدها التردد على الحضر 
غدت صباحا تحمل إليكم  الخير (القديد و البيض) وآبت عشيا تحمل  لي الشر (الخوف و الرعب) 
الحضري :
و ما قول أنت فى الحرب؟ 
الأعرابي :
طبولها تقرع و أسنتها تشحذ و نذرها تلوح فى الأفقين القريب و البعيد 
الحضري :
هون عليك أخا العرب ألأشياخ يكفوكها 
الأعرابي :
ما رأيت أشياخا تقدر و إنما أغمارا و لا عقل  و عبدانا و لا ملك 
تستحثهم الشهوات و تحفزهم الإشارة 
يؤمرون فيستجيبون 
يبيعون لا يشترون 
بطاح لا وقوف 
الحضري :
قد أفزعتني و الله 
الأعرابي :
و مالك لا تفزع و قد علمتني البادية أن الأمر إذا اشتد عدوه آن ساعه 
و إني رأيت القوم سرع كأن الوحش خلفهم 
الحضري :
فأين ترى ساحها 
الأعرابي :
الماء والسهل و الجبل 
لا تبقي و لا تذر 
تاكل الرجال و تفنى الخزائن
الحضري :
نسأل الله اللطف
 و أين تكون فيها أخا العرب
الأعرابي :
فى خيمتي بين  أهلي  و ماشيتي 
لو علمت صائلا داهم لقمت أو أخا مظلوما لنصرت و لبيت 
أما عدوا ينصر و أخا يخذل فالقعود خير و السعي شر و العاقبة السوء 
الحضري :
فبما تنصحني؟ 
الأعرابي :
قد سمعت  نصيحتي نفسي و إلا غششتك 
أخا الحضر حلقة فى أذنك ضع لا تنساها ما حييت 
حكم الأغمار و العبدان  إن لم تصلحه فلا شأن لك به 
و اسأل الله السلامة و العافية 
تركتك وديعة فى حفظه 
الحضري :
يحفظك الله
بقلم محمد دريدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق