من كتابي
استراتيجيات
حوار
الحرب
إلتقى الحضري صاحبه الأعرابي و كان مضطربا فبادره
الحضري :
مرحبا أخا العرب
الأعرابي :
مرحبا أخا الحضر
الحضري :
مالي أراك على غير رزان و قد كان لك خلق؟
الأعرابي :
الخوف اضطراب أخا الحضر
الحضري :
يرحمك الله ما كان الخوف يعرف إلى الأعراب سبيل
الأعرابي :
تملك صاحبتي و صغيراتي و العنزات فتملكني
الحضري :
و مما خوفكم أخا العرب؟
الأعرابي :
لا تخاف البادية إلا الحرب
الحضري :
و ما شأن صاحبتك و أخبار الحرب
أ ليس همها الضرع و الزرع؟
الأعرابي :
أفسدها التردد على الحضر
غدت صباحا تحمل إليكم الخير (القديد و البيض) وآبت عشيا تحمل لي الشر (الخوف و الرعب)
الحضري :
و ما قول أنت فى الحرب؟
الأعرابي :
طبولها تقرع و أسنتها تشحذ و نذرها تلوح فى الأفقين القريب و البعيد
الحضري :
هون عليك أخا العرب ألأشياخ يكفوكها
الأعرابي :
ما رأيت أشياخا تقدر و إنما أغمارا و لا عقل و عبدانا و لا ملك
تستحثهم الشهوات و تحفزهم الإشارة
يؤمرون فيستجيبون
يبيعون لا يشترون
بطاح لا وقوف
الحضري :
قد أفزعتني و الله
الأعرابي :
و مالك لا تفزع و قد علمتني البادية أن الأمر إذا اشتد عدوه آن ساعه
و إني رأيت القوم سرع كأن الوحش خلفهم
الحضري :
فأين ترى ساحها
الأعرابي :
الماء والسهل و الجبل
لا تبقي و لا تذر
تاكل الرجال و تفنى الخزائن
الحضري :
نسأل الله اللطف
و أين تكون فيها أخا العرب
الأعرابي :
فى خيمتي بين أهلي و ماشيتي
لو علمت صائلا داهم لقمت أو أخا مظلوما لنصرت و لبيت
أما عدوا ينصر و أخا يخذل فالقعود خير و السعي شر و العاقبة السوء
الحضري :
فبما تنصحني؟
الأعرابي :
قد سمعت نصيحتي نفسي و إلا غششتك
أخا الحضر حلقة فى أذنك ضع لا تنساها ما حييت
حكم الأغمار و العبدان إن لم تصلحه فلا شأن لك به
و اسأل الله السلامة و العافية
تركتك وديعة فى حفظه
الحضري :
يحفظك الله
بقلم محمد دريدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق